mehiaoui Admin
عدد الرسائل : 225 العمر : 53 تاريخ التسجيل : 16/02/2009
| | صراع البقاء أرقاز مونية | |
لقد جاب المدينة كلها مرارا وتكرارا ولكنه لم يجد عملا طرق جميع الأبواب عرض ذراعيه لأي عمل مهما كان شاقا أو مزريا غير أن الأبواب جميعها أغلقت في وجهه وفي .... ذاق أنواعا من العذاب عذاب الجوع وعذاب الضعف وعذاب اليأس ... المطر ينزل غزيرا وهو يمشي دون أن يشعر لأن الجوع ملك مشاعره وقادته رجلاه إلى حافة الميناء فوقف ينظر إلى مياهه ويصغي إلى أمواجهه الصاخية ثم انحنى فرأى موجة عارمة تمر تحته وكأنها تناديه وهويلقي بنفسه لتحمله إلى حيث لا يشعر بالجوع ولكنه رجع إلى رشده فرأى في هذا العمل جبنا وفرارا من حكم القدر وانصرف يتابع سيره تائها ومر بدكاكين الصاغة فتراءت له الجواهر من خلال الواجهات جميلة خلابة وقد زادتها الأضواء المسلطة عليها فتنة وإغراء كيس واحد يكفيه مؤونته طوال حياته ولكن ...وسار قليلا فإذا بمطبخ مفتوح والناس فيه يأكلون ولا يشعرون بألم الجوع ولكن هذا المنظر آلمه ففر وأسرع الخطأ شفقة على نفسه ثم تباطأ ليصل إلى البيت متأخرا وعنت له فكرة التسول ولكن كلما مر به رجل أو امرأة وحاول مد يده شعر بها تتجمد وأحس بالكلمات تتساقط من فمه ويمر به الناس... وقد اسود وجهه وأفقده الجوع توازنه فيظنونه سكران وينظرون إليه وينصرفون ها قد ظهر أمام البيت والزوجة تنتظره وهرعت إليه وسألته فطأطأ رأسه ولم يكلمها . | |
|