أيها الشباب ، لقد ضربت بالأمس ثورة الفاتح من نوفمبر فتصدى لها أجدادنا كالطود الشامخ و رفضوا الخضوع للمستعمر...
إن حب الوطن فطري و كذلك الغيرة عليه لذلك حرصنا على صيانة كرامتنا و لم نخضع لغيرنا كقول الشاعر :
و إذا لم يكن من الموت بد فمن العجز أن تموت جبانا
و في قوله :
يهون علينا ان تصاب جسومنا و تسلم أعراض لنا و عقول
فما بالك يا ناكر الجميل ما عدت تحب هذا الوطن الذي حملك على كفوف الراحة ؟ أ هان عليك فراقه بهذه السهولة ؟ أتظن أن الدولة التي ستفارق لأجلها أحب الناس ستستقبلك بصدر رحب ؟ بل ستعيش غريبا و تموت غريبا كما قال الشاعر :
أنا في أمة تداركها الله غريب كصالح في ثمود
أنتم عماد الأمة و أساسها و مهما فعلت لأجل وطنك فلن تعوض و لو جزء من أفضاله عليك ، لذلك يجب على كل واحد منا أن يحمي هذا الوطن الغالي فاسعوا يا أبطال الجزائر لتحقيق طموحاتكم ، و تخطوا جميع العقبات...
صارعوا الزمن فهو عدو الإنسان الأول ، قال الشاعر :
سواي يخاف الدهر و رهب الردى وغيري يهوى أن يكون مخلدا
و لكنني لا أرهب الدهر إن سطا و لا أحذر الموت الزوام إذا عدا
فبدل أن ننفع غيرنا بعلمنا لم لا نساهم في تطوير بلدنا ، فــــلا نبقى متعطشين للهجرة ، و تعيش في بلد لا أهله أهلنا و لا دينه ديننا كما قال الشاعر :
إذا لم تقرح أدمعي أجفاني من بعد بعدكم فما أجفاني
إنسان عيني مذ نتأت داركم ما راقه نظر الى إنسان
مالي و للأيام شتت خطبها شملي و خلاني بلا خلان
ما للمنازل أصبحت لا أهلها أهلي و لا جيرانها جيراني
بعدما ألقيت على مسامعكم هذه النصائح ، أتمنى أن تحسوا بالندم و تباشروا بالعمل لخدمة وطننا كما يجب على كل واحد منكم ان يحقق حلمه مهما طال الزمن و مهما كانت الظروف صعبة كما قال الشاعر :
و إني و إن كنت الأخير زمانه لآت بما لم تستطعه الأوائل
قايد إيمان 4م2
5/ أيها الجمع الكريم
تحية طيبة و امتنان مخلص أعبر لكم عنه و قد لبيتم دعوتنا لهذه المحاضرة لنتدارس وضعية شباب المستقبل لإنقاذ بعضهم من الحالة المزرية التي أصبحت ظاهرة للعيان إنها مشكلة الهجرة السرية .
أيتها الأخوات الباحثات ، أيها الإخوة الباحثون ، الشباب هو كنز الأمة و ذخيرة المستقبل ، و زاد الغد ، و قوة الحاضر به ترقى الأمم وعليه تضع آمالها و بمقابل ذلك ينتظر هومنها أيضا تقديرا واهتماما و تفهما لتطلعاته ، كما أن الثروة البشرية أغلى ما يمكن أن تملكه الدول من ثروات و لولاها لشلت حركة تقدمها .
أيها الجمع الكريم ، إن مرحلة الشباب تعد من أهم مراحل حياة الإنسان إذ أنها المرحلة التي يكتسب فيها الأفراد مهاراتهم الجسدية و العقلية و النفسية و الاجتماعية . يا للأسف لقد عانى البعض منهم من الملل و الكآبة و الضجر و البطالة بل و فقدان الأمل الذي قاده طوال هذه الفترة ، حيث قرر الاستقلال بنفسه فهاجر بلدته وترك أهله متجها وراء هذا الأفق و يأمل بأن يعوض ماضيه و ينال مطالبه ، لكنه عاد خالي اليدين و من دون جدوى و رحم الله القائل :
أعلل النفس بالآمال أرقبها ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
و الأمل هو الذي يبعث في نفوس هؤلاء الرغبة في التقدم و الاندفاع في مضمار الإبداع و يسوقه إلى الجد و الاجتهاد حتى يصل إلى ما تصبو إليه نفسه.
أيها السادة إن مواجهة هذه المشكلة تقع على عاتقنا جميعا فأماكن التعليم و التثقيف متوفرة لتعيدهم إلى رشدهم كل هذه الأمور يجب مراعاتها فلا نتعجب إذا اخترق هذا النظام .
معاشر الحضور ، فلنعمل على استرجاع ذخيرة الماضي لخوض معركة الغد و تغدو مثلا يضرب به في المستقبل .
شكرا لحسن الإصغاء و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته..
أرقاز مونية : 4م2