يحكى في قديم الزمان أن خروفا عاش في غنى و ترف، و في يوم خرج الخروف الغني في أبهى زينة يمشي بتبختر و تكبر، فشاهد خروفا مسكينا فقيرا صوفه متسخ و مبلل، و إذا بنظرات الخروف الغني الحقيرة تتمعن في المسكين، و إذا به يقول:«يا صاحب الصوف المتسخ و من عائلة دنيئة، و أنت بين الحيوانات عديم الفائدة، ألا بمالي أعيش و آكل أحسن الطعام و العشب النادر أما أنت جائع طول النهار و تأكل الطعام الرديء، والعشب اليابس». فرفع الخروف المسكين رأسه و ابتسم ضاحكا:«يا صاحب المال إن الذي أعطاك المال يفقرك و الذي رفع قدرك يكسرك و الذي وهبك الأكل يجوعك، لا القصور تريحك و لا الملابس تجملك، يا هذا إذ راحة البال و الصحة على كل حال و العيش على أكل الحلال يغني عن المائدة المبذرة المحرمة، هل تعرف فإن صرفت المال يأتي مرة أخرى و إذا ذهبت الصحة و العافية كيف تردها؟؟» فغضب منه الخروف و بينما هو يفتخر بعيشته جاءه خبر عن العشب أنه احترق، فصعق لما سمع بالخبر فأغمي عليه حتى وجد نفسه في المستشفى و عندما استفاق بكى بكاء شديدا و هو يقول:«مالي أين هو؟» فدخل الطبيب قائلا:«ألم تعرف أنك أصبت بمرض في المعدة بسبب عشبك النادر» فتذكر ما قال له الخروف المسكين. قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:«نِعْمَتَانِ مَغْبُونَتَانِ لِلنَّاسِ: الصِحَّةُ وَ الفَرَاغْ»