في سالف الأزمان عاش الرجل نجيب في قصره العجيب و قد ألقت السماء إليه بخاتم نادر الوجود خاتم من حجر كريم، من حمله و آمن به فقد رضي الله عنه و رضيت عنه الناس فوضعه في إصبعه و رأى أن يحفظه في بيته حتى يتوارثه خير خلف عن خير سلف فأوصى أن يكون هذا الخاتم من بعد إلى أحب أولاده إليه، و دون أن يكون للسن فضل و لا للأكبر من الأبناء حقّ بحيث يعطى الخاتم لأحب الأولاد دائما و سارت الأحوال على هذا المنوال أجيالا بعد أجيال و سار الخاتم من ابن إلى ابن حتى وقع آخر الأمر في يد رجل له ثلاثة أبناء كلهم حبيب إلى قلبه فلم يستطع أن يفرق بينهم فأتى بصائغ حتى يصنع له خاتمين آخرين فنفد الصائغ أمره و بعد أيام عاد الصائغ عند الرجل و هو يحمل ثلاث خواتم فلم يستطيع أن يفرق بينهما. و بعد أيام معدودة اشتدّ مرض الرجل و ساءت حالته فقرر أن يقدّم الخواتم لأولاده فنادى كل واحد على إنفراد و أعطاه الخاتم و بعد أيام توفي نجيب بعدما وضعه أبناءه تحت التراب أظهر كل واحد خاتمه و قال: أنا سأكون حاكم هذه البلاد لأن خاتمي هو الأصلي فذهبوا عند قاضٍ ليحكم بينهم و حكوا له قصتهم، فاحتار القاضي: فليجرب كل واحد خاتمه و من قام بتنفيذ سحر و نفذ أوامر صاحبه فهو الحاكم الحقيقي لهذه البلدة و عودوا إلي بعد مدة فإن كنت حيا أحكم بينكم و إن متت فستجدون غيري و ربا يكون أعلم مني فيحكم بينكم.
شريقن وسيلة