يحكى أنه كان بإحدى المدن تاجر يملك ثروة طائلة من محلات و منازل و حقول. و لم يكن له سوى ولد وحيد يعيش في بلد بعيد لا يعرف أحد من الأهل أو الخلان عنوان إقامته . بعد مدة أصيب التاجر بوعكة بسيطة لكن ساءت حالته يوما بعد يوم إلى أن وافاه المولى عز و جل فأذيع خبر وفاته و بعد أيام طلب القاضي من أهله أن يعلموا ابنه حتى يستلم ميراثه لكن حدث ما لم يكن في الحسبان فقد حضر إلى المحكمة ثلاثة فتيان كان يدعي كل منهم أنه الابن الوحيد للتاجر المتوفي و من حقه أن يرث أباه فاحتار القاضي في هذه القضية التي أصبحت حديث سكان المدينة ووعدهم بأن يعقد جلسة لينظر في هذه المشكلة ها قد جاء اليوم الموعود و الكل متلهف لسماع الحكم أهو لصالحه أم لضده جلب القاضي ثلاثة نبال و قال لهم : « من يصيب منكم المنطقة المحددة حول قلب التاجر في الصورة يكون الوارث الشرعي للتاجر تقدم أحد الفتيان و رمى نبله فأصاب الحلقة فبدأ يمني نفسه بالمال و المنازل و أخذ يستعجل القاضي في إصدار الحكم لكن القاضي أمهله حتى يرى ما يفعله الشبان الباقين ثم تقدم الثاني و علامات الدهشة بادية على وجهه و رمى نبله فأصاب الحلقة أيضا و لما حان دور الفتى الثالث شحب لون وجهه و اصفر و فاضت عيناه دموعا ثم رمى النبل بعيدا و قال بصوت حزين :" لن أصيب هذا الصدر الحنون أبدا فلطالما ضمني وحن إلي أفضل أن لا أحضى بالمال على أن أقدم على فعل كهذا ابتسم القاضي قائلا: أنت الابن الفعلي للتاجر أما هذان الفتيان فمحتالان سينالان عقابيهما على فعلتيهما المشينة. قايد إيمان