إن قلت إنني أريد أن أستهل الحديث بالتحدث عن أمي و جمالها فإنني لا أطمح بأن أوفي الحديث بعض حقه و لا أزعم أنني أقدم أمي بكل جمالها فمهما تتبارى القرائح و الأقلام و الإلهام متحدثة عنها عازفة أناشيد جمالها فستبقى و كأنها لم تبرح مكانها و لم تحرك بالقول لسانها فأمي امرأة ذات حسن و جمال و بهاء و كمال حسنة القوام و الكلام لها لسان فصيح و وجه مليح و جسم مجندل و قد معتدل، معتدلة القد موردة الجد فهي كقضيب الريحان و شعرها كالأرسوان و خداها كشقائق النعمان، عيناها كحلاوان نجلاوان و حاجباها مقرونان, لها خد كحد السيف و جبين واضح, لا سمينة منومة و لا هزيلة مهضومة, لا بيضاء كالبرص و لا صفراء كالورس و لا سوداء كلون الهباب بل لونها مفضل لألي الألباب، إن ابتسمت تظن البدر يتلألأ من بين شفتيها إليها تنتهي المحاسن فبديعة الحسن هي و كأنما الشمس تشرق من شقائق خدها، قمر تكامل في المحاسن و انتهى و كأنما حسن البرية كله من عندها.
أمال معاوض