ذات يوم و أثناء انتظاري للحافلة أحببت أن أختلي بنفسي بعيدة عن الضوضاء و التذمر بسبب تأخر الحافلة فشد انتباهي ما يلي :
- راعي غنم يحمل عصا يهش بها على غنمه حاملا كيسا به قوت يومه في مقدمة غنمه تيس يتزعم القطيع و بجواره كلبان يحرسان نعجاته
- هضبة يعلوها خزان ماء أبيض
- فلاح قاصد حقله و صياح الديك يمشي و كله حيوية و نشاط
- مسجد مزخرف تتوسطه قبة كبيرة و في الجهة الشمالية صومعة عالية قد عشش بها اللقلق في قمتها. ينبعث من مكبر الصوت صوت رحيم كلما حان وقت الصلاة إنه صوت المؤذن كما رأيت: قلة قليلة متوجهين نحو أعمالهم، و كثرة كثيرة جالسين في المقهى تمنيت لو أنهم في أعمالهم ينتجون عوض القيل و القال و السياسة و أنا أشاهد كل هذا نسيت كل ما أشعر به، فقد اصطقت أسناني و أقشعر بدني و صارت شفتاي زرقاوين فنظرت إلى أختي فإذا بها مثلي وجدت دموعها على الخد من شدة البرد فإذا بمحفظتي تسحبني بثقلها نحو الأسفل. سمعت صوتا قادما من بعيد، فنظرت فإذا بشيء يشق الظلام الحالك بنوره الخافت، فارتسمت البهجة على وجهي إنها الحافلة هاهي قادمة بعد طول غياب
رحماني أسماء