قمت بزيارة إحدى أريافنا الجميلة أمتع النفس بجمال الطبيعة و بينما كنت أسير عبر التلال المرتفعة لاحت لي فجأة هذه القرية المنسية التي لم تكن قد وصلت بعد إلى أعتاب القرن العشرين هذه القرية التي مازال سكانها متشبثين بعاداتهم فمنازلها من طوب و أزقتها من حجر، زاد المنظر جمالا تلك الأغنام و الماعز المنتشرة في الحقول و المروج الخضراء، إنها مصدر قوتهم فمن حليبها يشربون و صوفها يحتمون. و مما أدهشني فيها ذلك القروي النشيط يسابق الفجر إلى الحقول و البساتين يقود أمامه ثورين كبيرين يفاخر الملوك بعظمته و جلاله و الأبطال بعزمه و شجاعته، يبادل غرساته نظرة الحب و المودة إنها حبات قلبه و نور بصره سالت على الأرض، فتأملت و أدركت أني أحب القرويين أحب صمودهم و جبهاتهم المشعة بجواهر التعب و الاجتهاد فإياهم أجل و إياهم أحترم و لهم أقول: أنتم أنس الأرض و مصدر جمالها
رحماني سمية